19.74°القدس
19.28°رام الله
18.86°الخليل
20.36°غزة
19.74° القدس
رام الله19.28°
الخليل18.86°
غزة20.36°
الأربعاء 08 مايو 2024
4.63جنيه إسترليني
5.22دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.98يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.63
دينار أردني5.22
جنيه مصري0.08
يورو3.98
دولار أمريكي3.7

مناشدة

تقرير: عائلة شردها الفقر وأنهكها المرض وسط القطاع

47d62bb2e3ff09fb9225e0b0e09404a1
47d62bb2e3ff09fb9225e0b0e09404a1
المحافظة الوسطى - فلسطين الآن

بين أزقة وحالات مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة، وفي ظلال بيت مهترء بني بعد هجرة عام 1948، وجرى له بعض الإصلاحات خلال التسعينيات من القرن الماضي، لا تزال مئات العوائل الغزية تسكن هذه البيوت، تطلب ستر الله، وتسعى على قوت عيالها.

أسير محرر قضى خلف سجون الاحتلال الإسرائيلي ما يزد عن 10 سنوات، خرج من السجن عام 1994، ودخل شقيقه السجن مطلع التسعينات، قضا شقيقه داخل الأسر ما يزيد عن 20 عاما، تسكن هذه العائلة التي قدمت لفلسطين سنوات كثيرة من حياتها داخل الأسر في بيت يذكرها بحق العودة، ويشعل فيهم أنين ولوعة الشوق إلى مدينة يافا التي هجروا منها عام 1948.

شردهم المطر فطردهم المؤجر

الأب والأم وابنتان وولدان عدد العائلة المكلومة التي شردهم الفقر من بيتهم المبني على مساحة 57 متر في أزقة مخيم البريج، حيث سقف وجدران المنزل تآكلت بشكل كبير، وأصبحوا في ظل المطر كمن يجلس في الشارع، منزل يسترهم من العين ولا يسترهم من برد ومطر الشتاء.

لجأ رب الأسرة ذو الواحد وخمسون عاما إلى استئجار منزل بمخيم النصيرات لقضاء فصل الشتاء داخله، كي يحمل أسرته من أمراض وهلاك قد تسببه لهم الأمطار، حيث يضطر لدفع مبلغ 600 شيقل شهريا ثمنا لإيجار المنزل.

حرص أبو أحمد على توفير إيجار المنزل خلال الثلاثة شهور أولى من خلال الاستدانة أو العمل في بعض الأمور المتفرقة حيث نجح في توفير إيجار الأشهر الثلاث الأولى، غير أنه فشل في سداد إيجار الشقة لمدة الثلاثة أشهرالأخرى، وتراكم المبلغ إلى 1800 شيقل على الأسرة والذي اعتبر دينًا لصاحب الشقة، ما دفعه لطردهم من شقته بحجة تراكم الديون في ظل عدم وجود مصدر دخل واضح للأسرة.

اضطرت أسرة أبو أحمد للعودة إلى إن صح أن نطلق عليه "منزلهم" في مخيم البريج، حيث عاش أجواء المنخفض الأخير في المنزل المهترء، وتحمل وعائلته ماء المطر بعدما تثاقل صاحب المنزل الذي كانوا مستأجرين شقة عنده في تحملهم، ليكون مطر السماء وصاحب الشقة شراكة في معاناة الأسرة الموجوعة.

طلاب تركوا مدارسهم

وصلت ابنة أبو أحمد الكبرى إلى الثانوية العامة، حيث لم توفق في استكمال دراستها، فاختارت تعلم مهنة الكوافير لدى صاحبة صالون كوافير بمخيم النصيرات، حيث وضعت قدمها على أول الطريق، بعدما تركت العلم، وضحت بتخصص "تعليم أساسي" الذي رغبت في دراستها من أجل مساعدة أهلها مستقبلا في توفير بعض مصروفات المنزل.

كما خرج الابن الأكبر من المدرسة بعدما تأخر معدله الدراسي، وحاول العمل في بعض المجالات لمساعدة والده في توفير احتياجات المنزل غير أنه لم يوفق في الحصول على عمل في ظل ازدياد معدلات البطالة في قطاع غزة بشكل يثير المخاوف، ويؤجج لمرحلة انفجار لا يحمد عقباها.

ولدى أبو أحمد ابنة صغيرة في الصف الثالث الابتدائي تعاني بانحراف السواد ومشكلة بالقرنيتين في عيناها، حيث أجرت لها عملية قبل عام على تكلفتهم الشخصية في مستشفى العيون بتكلفة 450 شيقل، واضطرت الأسرة إلى الاتصال بأحد معارفهم لايصالهم إلى منزلهم بعدما نفذت كامل نقودهم جراء العملية.

وتنتظر الطفلة المريضة مراجعة في شهر مايو المقبل، يترتب عليها إجراء عملية جراحية في ظل عدم التحسن، وبقاء ذات المشكلة في عينيها بعد العملية الأولى، ولا تزال الأسرة في حيرة من أمرها حول كيفية تدبر مصاريف العملية.

ولـ"أبو أحمد" ولد بالصف الأول إعدادي، معدله 70 % يأمل أن يواصل تعليمه، ويحقق ما ضحى به شقيقه وشقيقته في إكمال تعليمهم من أجل أسرتهم، في ظل ضبابية تخيم على مستقبل الطفل الذي يبدو أنه سيكرر ذات مصير إخوته.

واختتم أبو أحمد حديثه لـ"فلسطين الآن" بقوله :"خرجت من منزلي بمخيم البريج المكون من غرفة ومطبخ وحمام، بعد أن تشققت جدران المنزل بشكل كبير جدا نظرا لتضرره من الحرب الأخيرة، وخراب برميل المياه، وتعرض الزينكو الذي يغطي سقف المنزل لثقوب كثيرة، حيث أصبحت أشعر أني أعيش بالشارع، لذا لجأت للحفاظ على أسرتي وابنتي التي تجاوزت العشرون عاما".

ويأمل أبو أحمد أن تتغير حياته للأفضل في ظل واقع معيشي مرير، أصبح يطغي على جميع مناحي القطاع المحاصر، وفي ظل موت الأوعية الدموية في قدمه نتيجة اعتقاله لدى الاحتلال، وخطورة إجراء عملية جراحية قد تقعده لو فشلت كما حذره الأطباء، وفشل مشروع المشروبات الذي افتتحه سابقا، مع وجود بصيص أمل يلوح بالأفق، ويحمله أهل الخير.

لمساعدة العائلة الرجاء التواصل على جوال الموقع / 0592777506