18.87°القدس
18.41°رام الله
17.75°الخليل
20.1°غزة
18.87° القدس
رام الله18.41°
الخليل17.75°
غزة20.1°
الأربعاء 08 مايو 2024
4.63جنيه إسترليني
5.22دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.98يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.63
دينار أردني5.22
جنيه مصري0.08
يورو3.98
دولار أمريكي3.7

فلسطين بالألوان

2
2
وسام عفيفة

ليس سرا أن الفلسطينيين شعب مؤطر ومقسم تنظيميا حتى النخاع، والانتماءات الملونة حاضرة في تفاصيل الحياة السياسية والاجتماعية، بل تطغى على الانتماءات العائلية وتتحكم في شكل علاقاتنا البينية وصولا للأسرة الصغيرة.

حتى حرد وغضب الافراد والكوادر من فصائلهم هو أقرب الى علاقة الزوجة بزوجها، قد تكون حميمية، وأحيانا تصل الى القطيعة وربما الطلاق، وغالبا ما يسود المثل الشعبي الذي يوصف الحد الأدنى من العلاقة: "ظل راجل ولا ظل حيطه"، ما ينسحب أيضا على العلاقات التنظيمية.

في هذه الأيام ترتفع قيمة وأسهم القواعد سواء مؤطرين او مؤيدين وهكذا هو الحال قبل أي معركة انتخابية.

 في العلاقة الزوجية أيضا مناسبات تكون فيها الأجواء أكثر استقرارا، على سبيل المثال: قبل موعد الراتب بأيام تجتهد الزوجة في تجنب تعكير الأجواء، والبحث عن أقصر الطرق للوصول الى جيب الزوج.

وعليه تتضح صعوبة المراهنة على تغيير توجهات وقناعات الكتلة المجتمعية المفرزة تنظيميا، حتى لو كان الفصيل يجمع كل المثالب السياسية والمساوئ الوطنية، فإن القاعدة الأوسع التي ترتبط بحبل سري من المصالح والاحتياجات تتغاضى عن عيوبه في مواجهة خصومه، كالزوجة التي تشتكي عادات زوجها السيئة وتشهر به في مجالس النميمة، بينما إذا تعرضت احداهن لزوجها بالذم انتفضت تدافع وتذود عنه.

لهذا تتجه جميع الأنظار نحو الشريحة "البكر" التي لم يسبق لها أن تزوجت تنظيميا، وتتركز بشكل أساس في جيل الشباب، ونظرا لضيق الوقت وسرعة الإيقاع السياسي لم يعد متاحا التنظير بالشكل التقليدي، ولا يكفي التغني بأمجاد ونضالات الماضي، او التعبئة الأيديولوجية باعتبارها المدخل لمرحلة العرض والقبول.

لقد بات التركيز على الحاجات والمصالح يلعب دورا محوريا في استقطاب الفئة المستهدفة بعدما كانت الرمزيات والأيديولوجيا والعاطفة والأغنية والخطاب كفيلة باستيعاب الاف المتلهفين لحمل راية تنظيم يعبر عن طموحاتهم في ظل محدودية البدائل الوطنية والسلطوية.

وهكذا، كلما اتسعت شعبية التنظيم طغت العلاقات الداخلية المصلحية، لهذا قد يصل الاشتباك بين زوجة وزوجها الى ذروته، لكنها في نهاية اليوم تأوي الى فراشه سواء رأت فيه فارس أحلامها، او مجرد رجل يسترها.