18.87°القدس
18.41°رام الله
17.75°الخليل
20.1°غزة
18.87° القدس
رام الله18.41°
الخليل17.75°
غزة20.1°
الأربعاء 08 مايو 2024
4.63جنيه إسترليني
5.22دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.98يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.63
دينار أردني5.22
جنيه مصري0.08
يورو3.98
دولار أمريكي3.7

من ذوي الاحتياجات الخاصة

الشهيد ياسين .. انتصر بعرجته لمقاومي الضفة

48397132_2352000378208597_5238940033225850880_n
48397132_2352000378208597_5238940033225850880_n
المحافظة الوسطى - فلسطين الآن

قليل الكلام، هادئ الطباع، دائم الابتسامة، مبادراً للخير، محباً للجميع، يمتلك قلباً صافياً، أحبه كل من عرفه، رسم ابتسامته بكل أنحاء مخيم النصيرات.

الشهيد ماهر عطية ياسين (40عاماً) مواليد 3 يوليو 1978، من سكان مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، متزوج وأب لخمسة بنات وولد، يعمل موظف في بلدية النصيرات، يعود في جذوره لبلدة الجية المحتلة عام 1948.

"أولادي حلوين" بهذه الكلمات زين الشهيد ياسين غلاف صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، حيث انتظر ماهر ابنه جهاد على عطش بعد أن رزقه الله بخمسة زهرات، حيث أكرمه الله بجهاد قبل عام ونصف، فكانت حياته بين العمل والبيت ومسيرات العودة.

سباقاً في مسيرات العودة

على الرغم من أن الله أعذر الشهيد ماهر من النزول للميدان كونه من ذوي الاحتياجات الخاصة، إلا أن أبا جهاد بعزيمته القوية، وإرادته التي تخطت الأصحاء، حرص على المشاركة في جميع الفعاليات التي دعت لها الهيئة العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار منذ بدايتها بالثلاثين من شهر مارس من العام الجاري.

مَثلَ أبو جهاد أيقونة ذوي الاحتياجات الخاصة في مخيم العودة شرق البريج، حيث حرص كل يوم جمعة على الصلاة بمسجد الشهداء بالنصيرات القريب من منزله، والذهاب بصحبة شقيقه أيضاً من ذوي الاحتياجات الخاصة بالباصات المخصصة لمخيم العودة شرق البريج.

تميز ماهر بقلة كلامه، حيث أن آخر منشور على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" كان منذ قرابة العام، وكتب فيه :"القدس عاصمة فلسطين، القدس لنا أولا وأخيراً، نفديها بأرواحنا".

اغتيال متعمد

على بعد 800 متر من السياج الفاصل للحدود الشرقية لمخيم البريج وسط قطاع غزة، ووسط جمع كبير من المواطنين، وبينما أدى الجميع رسالة الانتصار لأبطال المقاومة في الضفة المحتلة، غدر رصاص المحتل بالشهيد ماهر عطية ياسين.

وعلى باب الباص المخصص لعودة الشهيد ورفاقه إلى مخيم النصيرات سقط ماهر على الأرض وسط بقعة كبيرة من الدماء، حيث استقرت رصاصة المحتل في رأسه، وسرعان ما نقلته سيارة الاسعاف إلى مستشفى شهداء الأقصى لتلقي العلاج، غير أن شرف الشهادة كان الأسبق، ليعانق الشهيد سلسلة طويلة من شهداء مسيرات العودة.

وعلى بعد أمتار من الشهيد ماهر، وبينما فرقت الرصاصة بين الأخ وأخيه، وقف شقيق الشهيد ماهر بين الجموع، وحاول استيعاب الموقف، غير أن عواطفه سيطرت على الموقف، ليلتف حول نفسه ممسكاً بهاتفه، حيث اتصل بعائلته وأخبرهم والدموع تسيطر عليه :"ماهر شهيد، وديتوا على الأقصى".

وحملت عائلة ياسين الاحتلال الإسرائيلي المسئولية المباشرة عن استشهاد ابنها ماهر، مؤكدةً أن ماهر من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتعمد الاحتلال استهدافه بشكل قاتل.

وطالبت العائلة المؤسسات الدولية بتشكيل لجنة تحقيق في حادث استشهاد ماهر، مشددةً على أن الشهيد ماهر شارك بشكل سلمي في مسيرات العودة حتى اصطفاه الله شهيداً.

من جهتها نعت بلدية النصيرات شهيدها "ماهر ياسين"، الذي ارتقى برصاص الاحتلال الجمعة 21/12/2018، خلال مشاركته بمسيرة العودة على الحدود الشرقية لقطاع غزة.

ونددت البلدية في بيان لها بالسياسة الإجرامية والهمجية للاحتلال الذي يتعمد قتل الأبرياء، مُطالبة المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف الاحتلال عن ارتكاب جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.

48397132_2352000378208597_5238940033225850880_n 48412763_1971344969652885_6152038453878980608_n 48415442_208206916788666_497719106821160960_n